Thursday, June 28, 2007 at 10:57 PM | 6 comments  
(1)
استيقظ من النوم على صوت الجرس يبدد حلمه الرقيق عن نتيجة مُشرفة في سنته الجامعية الأولى. كان ضميره مُثقلاً لأنه لم يبذل أي جهد خلال السنة الدراسية، ومع اقتراب موعد ظهور النتيجة، كانت أحلامه تُصبح مُقبضة أكثر ومخيفة. هذه المرة كان يحلم حلماً جميلاً حصل فيه على تقدير مُشرف في مادة خيالية اسمها علم آشيهجوه المُقارن. حين استيقظ، كان قد نسي اسم المادة التي جلبت له تقدير رئيس الجامعة شخصياً. جر نفسه بالقوة، ومضى يُجرجر قدميه ليفتح باب الشقة لأخيه الذي ينسى دائماً أن يأخذ معه مفتاحه.
"لماذا علّي أنا وحدي أن أستيقظ لأفتح لك؟!"
دمدم مُعترضاً وهو يفتح الباب.
"ساعة يا حمار!.."
صاح الأخ بغضب ما أن دخل..
"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.."
غمغم وهو يُغلق الباب. كان ميزان القوى يميل دائماً لصالح أخيه الأكبر ميلاناً واضحاً، ومع النوم الذي يرفض أن يُغادر أجفانه، كان في أضعف وضع ممكن.
دفع الباب محاولاً إغلاقه بعد أن دخل أخوه الأكبر، لكن الباب قاوم.
أطل برأسه من فرجة الباب لينظر ما يمنعه من الانغلاق، فلم ير شيئاً. ربما هي الريح، قال لنفسه وهو يُغلق الباب بحزم شديد.
حاول العودة إلى النوم فأصر والداه على بقائه مستيقظاً ليتناول طعام الإفطار معهم.
"حتى متى ستبقى ساهر الليل نائم النهار؟"
سأله أبوه في حزم مخيف.
غسل وجهه وعاد ليجلس إلى طاولة الإفطار. كان مُرهقاً بشدة وغير قادرٍ على مُتابعة الأحاديث الدائرة بين أفراد أسرته. غمزته شقيقته الصغرى قاصدة إياه بطرفة لم يفهمها، وعاتبته أمه على أشياء لم يفعلها، فيما زمجر أبوه في وجهه مهدداً إياه بالويل مع اقتراب ظهور النتيجة.
"جاءك الموت يا تارك الصلاة!.."
علق أخوه البكر ضاحكاً.
ابتلع لقمته وقام من المائدة. لجأ إلى غرفته وألقى بنفسه على فراشه.
اقتحم أخوه غرفته، وركله في ساقه بقوة ليفتح عينيه. كان يُريد منه أن يأتي معه لزيارة أحد أقاربهما.
"آآآآآآآآآآي! لقد آلمتني أيُها الغوريلا!.."
رد أخوه عليه بلكمة بليغة.
"لماذا تتحرش بي دائماً وتعتدي علّي بالضرب؟!"
هذه المرة قررت الغوريلا الكلام بنبرة ساخرة:
"ماما.. بابا.. هيلب مي!.. الغوريلا المفترسة تطاردني!.."
ثم هوى بيده الهائلة على كتفه.
"انتهى زمن الاختباء وراء أبويك. إن لم تكن من الغوريلات، ثق في أنها ستهشم عظامك! البطل الخارج تواً من عياة الحميات قد انتهى مُنذ زمن بعيد.."
لم يرد. كان يُراكم حقده على أخيه.
في الحدود البشرية المُمكنة، فإن الغوريلا قد أوتي من كل شيء. بسطة في الجسم والعقل والعلم والجمال، بينما كان هو على النقيض تماماً. ضئيل القد، قليل الحظ من الذكاء والقوة والجمال. أخوه الذي يكبره بثلاث سنوات ليس إلا، بدأ في تحضير أطروحة الدكتوراة في علم جديد معقد، فيما لا يزال هو يقاتل للنجاح في السنة الجامعية الأولى بعد فشل متكرر في سنته الثانوية النهائية. بالنسبة لأبويه، أخرج الغوريلا أخاه وأخته من المعادلة مُنذ زمن طويل. الصبي فاشل تماماً مُقارنة بأخيه، والفتاة أضافت إلى الفشل عرجاً. هذان الاثنان لا حظ لهما من النجاح في هذا العالم، وليواصلا العيش، كان عليهما أن يعتمدا على الغوريلا لإعالتهما. هكذا قرر الأبوان مُذ كان الثلاثة في سن الطفولة.
بالنسبة له، لم يكن الأمر عادلاً. لماذا يُعطى أخوه من كُل شيء، ويُحرم هو وشقيقته من كُل شيء؟ لو أن له ضعفاً ملموساً، لكان أحبه. لكن أحداً لا يستطيع أن يُحب عقلاً مُجرداً في بنية عضلية هرقلية. شخصاً يعتدي عليه دائماً بالضرب والتسفيه دون أن يقف أحد في وجهه. هذه قواعد اللعبة مُنذ زمن طويل. الأُرض وُجدت ليحكمها الغوريلا، وأشخاص مثله وشقيقته الصغرى وُجدوا ليسحقهم.
لو أنه لم يُسافر مُنذ ست سنوات إلى الولايات المتحدة، لكان وصل إلى أقصى النهايات معه.
(2)
عاد الغوريلا عند الفجر. كان ساعتها مستيقظاً، فمضى ليفتح له الباب. لم يقل الغوريلا شيئاً عندما دخل، حاول إغلاق الباب، لكنه قاوم بشدة. أطل برأسه من فرجة الباب، ثم أغلقه بقوة.
"غريب أمر هذا الباب!.. لا يكاد ينغلق وراءك!.. يبدو أنه أيضاً لا يُحب بقاءك في البيت.."
"سأسافر قريباً وأرتاح منك ومنه.."
أجاب الغوريلا بغلظة.
عاد إلى غرفته وراح يكتب سطوراً رآها في المنام.
............ من قلبك .............
لكن النهار........................
.... كان بمقدار كلمتين..........
................... سقوط الشمس
حينها لا ين.......................
كلمات مُفككة غريبة، لكنها بدت له ذات معنى، فأكملها:
يأخذ الأحلام من قلبك ويحققها
لكن النهار إياه يعيق وله يمحو
كلُ كان بمقدار كلمتين هما له
تذكر إيجاده قبل سقوط الشمس
حينها لا ينفع الهرب من أمامه
هذه المرة، كان يتذكر اسم العلم الذي برع فيه. علم آشيه-جوه المقارن.
ضحك على نفسه من أعماق قلبه! أهذا علم يبرع فيه الناس؟
أجاب على نفسه بصوت مختلف عن صوته الحقيقي:
"نعم.. استدعاء سيد الأحلام ليُحقق أشد الرغبات مقتاً وسرية!.."
كتب الكلمة بحروف واضحة على مكتبه. لا تهمه التعليقات التي نالها، لأن أشيه-جوه سيساعده على الوصول إلى ما يشتهيه.
في الثامنة صباحاً، ارتدى ثيابه وتسلل خارج البيت. ذهب ليحضر نتيجته من جامعته.
حقق الدرجات الكاملة في كل الفروع!
آشيه-جوه مُذهل!.. كيف حصل على الامتياز في مواد لم يعرف أسماءها حتى دخل امتحاناتها؟ الغوريلا عبقري ويمكنه أن يحصل على امتياز في مواد لا يعرفها، لكنه ليس كذلك!.. ذكاؤه أقل من المتوسط، فماذا حدث؟!..
نظر إليه زملاؤه بارتياب شديد، وهنؤه تهانٍ تحمل في باطنها معنى واحداً: "كيف حصلت على هذه النتيجة أيها الغشاش الكبير!.."
عاد إلى البيت، وقد وصلت الأنباء قبله. كان قد نسي أن أباه على اتصال وثيق بأحد أساتذته، وحتماً سيعرف بالنتيجة. من الباب تلقى الكثير من العناق والتهليل والتهنئة. أقاموا حفلة لأجله، وكانوا سُعداء للغاية. بعد الغداء، همس الغوريلا في أذنه:
"مهما فعلت، ستبقى مُهرج الإمبراطور!"
وخرج.
وراءه همس بحنق وهو يغلق الباب:
"أكرهك من كُل قلبي!.."
حين عاد الغوريلا، حاول إغلاق الباب مجدداً بعد دخوله، لكنه لم يستطع ذلك. كان الشيء الذي يقاوم الباب عنيداً، ولم يعد الافتراض بأن الريح هي التي تقاوم إغلاق الباب مجدياً.
فتح الباب على مصراعيه وقال:
"تفضل بالدخول وكف عن إزعاجي!.."
نظر إليه الغوريلا باستغراب، فأغلق الباب بعنف وعاد إلى غرفته لينام بسبب الغضب.
هل تعرف آشيه-جوه؟!
سأله الصوت في المنام..
أجاب أن نعم..
آشيه-جوه ساكن الأحلام.......
استيقظ من النوم فزعاً، وشعور يغمره بأن هناك شخصاً آخر في الغرفة معه.
استمر شعوره بوجود شخص سادس في البيت زمناً، واحتفظ بشعوره لنفسه. كان يعتقد أنه يشعر بعدم الارتياح بعد كابوسه ليس إلا، لكن شقيقته الصغرى قالت ذات يوم:
"هُناك شخص سادس معنا في البيت!.."
نظر إليها أبواها والغوريلا باستغراب، فيما غاص هو في مقعده وتظاهر بأنه مُهتم بما يُعرض على التلفاز.
واصلت كلامها:
"هو الذي سمح له بالدخول!.." وأشارت إليه.
أنت مجنونة!!!!!!!!
صاحت ثلاثة أصوات فيها، فيما ابتلع لسانه.
سمح له بالدخول.
نعم!.. لقد سمح له بالدخول.. سمح له بالدخول بعد أخيه..
كانت الريح كياناً.. كياناً يُريد من يسمح له بالدخول إلى البيت.. وقد دخل..
آشيه-جوه..
صاح في وجل..
ارتفع إلى سقف الغرفة، وهمس له صوت آتٍ من وراء الجبال:
"آشيه-جوه ساعدك من قبل، وسيساعدك الآن.."
بقي مُعلقاً في سقف الغرفة، فيما غادرها الكيان ليُحضر الغوريلا طائراً. صرخ الغوريلا، فاستيقظ الأبوان والأخت الصغرى. صاحت قائلة:
"إنه هو.. ساكن الأحلام!!.."
أمام عيونهم تخبط الغوريلا يائساً ثم انتفض جسده، وارتعش عدة ارتعاشات متتالية. بعدها ارتخى وقد فرغت منه الحياة.
تخلص آشيه-جوه من بقية الشهود، ثم حمله معه إلى أرض ليس فيها سواه.

H. M. H.
مدونة: تصدعت المرآة
http://themirrorcrackedar.blogspot.com/
Posted by LuaY SakR
Monday, June 11, 2007 at 1:39 AM | 4 comments  
ملحوظة: أخبرني صاحب القصة انها تحتوي على أجزاء حقيقية لذا وجب التنويه





حدث في النفق
:السلام عليكم
مقدمه
كان من عاداتي ان اذهب الى اصدقائي قبل يوم الامتحان
والسبب واضح بالطبع
لكى نذاكر....على الله ننفع
وكان من الطبيعى ان نجلس الى مابعد منتصف الليل
فى هذا الوقت وكما اصبح معروف تبدء
الارواح ..تمارس العابها
والشياطين..تنشر الفوضي
والمذئوبين..تلتهم ضحايها
والمذئوبين شىء...والذئاب البشريه شىء أخر
المهم
بعد ما انتهينا من المذاكره
ذهبت الى الشارع الرئيسى لكي استقل وسيلة مواصلات
وكانت هذه الوسيله..ميكروباص
"والميكروباص"
عباره عن اختراع
من المفروض انه يهدف الى توفير راحة الناس في التنقل من مكان الى أخر في الدنيا
ولكن يبدو انه اصبح وسيله لنقل الناس من الدنيا الى الاخره
المهم
انى وجدت الاختراع وركبته
ساق السائق ودخل احد الانفاق
وهنا..وفى منتصف النفق
:سمعت اصوات
الاطارات
الصراخ
العويل
البكاء
"ليه كده ياسطى"
"حرام عليك ياسطي"
"ربنا ينتقم منك ياسطي"
"مش خايف علي نفسك ...خاف علي الناس اللى معاك"
:رد الاسطي
"انتو مشفتوش عملي ايه..يولع السيجاره وينفخها فى وشى"
وهنا ادركت الموقف
لقد مال السائق بيمين المكروباص علي سياره ملاكى
مما جعل الملاكى ترتطم برصيف النفق
مما ادى الى انقلاب السياره
وهنا قلت
"اقف ياسطي"
نزلت من المكروباص على بعد عدة امتار من الحادث
وشاهدت ما شاهدت
النفق..اصبح مجري للدماء
الاشلاء..في كل مكان
العظام..متناثره كفروع الاشجار
السياره..كومه من حديد
الطفله ..تبكى ابيها وامها
اخيها..لا تستطيع ان تميز ملامحه
وعندما أتت سيارة الشرطه..اعطيتها رقم الميكروباص
ولكن يبقي السؤال..ما مصير الطفله؟
M.H
..............................

Posted by LuaY SakR